Lamar Guesthouse –
في 17 تشرين الثاني زرت فندق الإعمار في القسم الشمالي من الخليل. سافرت عبر الريف الفلسطيني من بيت ساحور إلى الخليل. وبعد حوالي 30 دقيقة بالسيارة توقف سائق سيارة الأجرة عند بوابة مدخل فندق الإعمار.
تسلقت الدرج الذي يؤدي إلى جناح واسع بجانب مبنى حجري كبير. كان هناك عدة أبواب وتمنيت أن تكون هناك إشارة تقول “المكتب” أو “المدخل الرئيسي” أو شيء يشير إلى المكان الذي يجب أن أدخله وأعلن عن تواجدي. فأنا معتادة أن أجد مدخلا ً للمكتب حيث يمكنني التسجيل هناك كضيفة. في النهاية لاحظت وجود بابًا مفتوحًا ودخلت منه بتردد، وأخيراً شعرت بالارتياح لرؤية شخص ما في المكان، حيث كانت امرأة فلسطينية شابة علمت لاحقاً أنها كانت ضيفة لفترة طويلة، وقد رحبت بي. نهضت عن مكتبها حيث كانت تعمل على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها وأحضرت امرأة أشارت إليها باسم “العمة” والتي بدورها أحضرت لي مفتاحًا لغرفتي. غادرت “العمة” الغرفة المشتركة ولكن سرعان ما عادت مع فنجان قهوة عربية لي وللضيفة الأخرى، وقالت أنها ستحضّر لي قليلاً من العشاء. علمت لاحقاً أن اسمها أميرة، وتمنيت لو كانت لديها بطاقة تحمل اسمها، لأنني كنت سأشعر بقلة الاحترام تجاهها لعدم مناداتها باسمها الصحيح!
بعد أن انتعشت بشرب القهوة أصبحت قادرة على النظر حولي قليلاً. كانت الغرف فسيحة ونظيفة ومرحبّة للغاية، وكانت الغرفة المشتركة مريحة ولها مدخل يؤدي إلى شرفة صغيرة تطل على المدينة. وبعد ذلك أيضا ً اكتشفت شرفة مماثلة في الغرفة المخصصة لي لليل. لقد علمت قبل مجيئي أن المبنى قد تم تجديده لاستخدامه كبيت للضيافة من قبل لجنة إعادة التأهيل في الخليل. أعطاني جو المكان شعورا بالتاريخ، ليس فقط تاريخ المبنى ولكن أيضا تاريخ منطقة البلدة التي كنت أزورها.
وبعد ذلك دعتني المستضيفة أميرة للحضور إلى المطبخ لتناول العشاء. وضعت أمامي الخيار والطماطم والحمص والخبز والشاي الساخن. بعد ذلك ابتعدت عن الطاولة لتفسح لي المجال للأكل وكان شعورها بالكرم والحفاوة جلياً. دعوتها إلى الجلوس وتناول الطعام معي حيث لم يكن هناك سوى اثنين منا في المطبخ الصغير وبدى واضحا لي أنها يجب أن تشارك أيضا. ولكنها بدت مترددة كما لو أنه لم يكن مكانها لتتناول الطعام مع الضيوف. ولكني دعوتها بحماسة مرة أخرى وكنت سعيدة أنها انضممت إلي على الطاولة. من خلال الأكل معاً تمكنا من التعرف على بعضنا البعض وتبادل القصص عن عائلاتنا واهتماماتنا ووظائفنا التي عملنا بها.
بعد العشاء وقفنا معا على الشرفة الواسعة المطلة على المدينة ليلا حيث أشارت لي على المناطق والأحياء بالإضافة إلى بعض من التاريخ الحالي للمدينة، وقد كنت متلهفة جدا لسماع هذه القصص من امرأة تعيش هناك طوال حياتها. غرفة النوم كانت جميلة ومريحة للغاية، وقد استمتعت بالمنظر المطل من الشرفة حيث تأملت بتجاربي قبل النوم في تلك الليلة.
في صباح اليوم التالي استمتعت بإفطار شهي أثناء زيارتي مع بعض الضيوف الآخرين الذين بدوا مرتاحين هناك مثلي، كما سررت لكونه أتيحت لي الفرصة للزيارة بصحبة الغرباء الذين أصبحوا أصدقاء جدد لي، وهذه علامة حقيقية تدل على حسن الضيافة. فندق الإعمار بالنسبة لي لم يكن مجرد مكان مريح لقضاء الليل وحسب، بل انه وفر لي أيضا الفرصة لمقابلة أشخاص جدد وتجربة الضيافة الفلسطينية ومعرفة المزيد عن الثقافة والتراث الغني لهذه البلد التي أزورها. أنا سعيدة بالفرصة التي أتيحت لي للنزول في فندق الإعمار وبالتأكيد سوف أوصي به للآخرين الذين قد يزورون الخليل.
جيني توماس
سائحة – الولايات المتحدة