القبيبة - بيت ضيافة سميرة سمارة
بلدة القبيبة وهي احدى بلدات مدينة القدس، وتُحيط بها قرى وبلدات: بدّو، بيت دقّو، قطنّة، بيت عنان، أبو غوش، وهي قريبة من خطّ الهدنة (الخط الأخضر) وكلمة القبيبة، كما يُقال، تصغير قبّة، ويذكر الأهالي عدّة أسباب لهذه التسمية، منها ارتفاع القباب الصغيرة فوق بيوتها قديمًا، أو لأنّ مركز القرية قائم على تلّة مرتفعة تشبه في منظرها القبّة الصغيرة. ويعتبر اسم القبيبة شائع الاستخدام، حيث توجد أكثر من قرية ومنطقة في فلسطين تُعرف باسم القبيبة أو القباب أو القبيبات.
وبحسب أهالي البلدة، فإنها كانت تُعرف قديماً باسم عمواس ولكن اختلف المؤرّخون وأهل البلدة في معناها، وقيل في ذلك أكثر من رأي، من بينها ما قاله القديس جريوم (347 م -420 م) إنّ اسم عمواس اشتُقّ من كلمة (عام) والتي تعني الشعب، وكلمة (ماوس) التي تعني الرفض، أي الشعب الرافض، وقد اعتمد جريوم التوراة في استنباطه لهاتين الكلمتين.
أهالي البلدة فلّاحون ولهم علاقة مع الأرض، وطالما كانت الزراعة مصدر دخلهم الأساسي، بالإضافة إلى الثروة الحيوانيّة. وكانت أشهر مزروعاتها أشجار الزيتون والتين والعنب والبرقوق، بالإضافة إلى المزروعات الحقليّة، وكان لأهالي القرية أراضٍ زراعيّة في قرية سلبيت وجوارها، غير أنّها احتُلّت عام 1948 وهُجّر أهلها منها*.
كان اعتماد أهل القرية في حياتهم ومعاملاتهم وتجارتهم وبيع منتجاتهم الزراعيّة على مدينة القدس، حيث كانوا يتبعون لها سياسيًّا وإداريًّا وجغرافيًّا، وذلك قبل فصلهم نهائيًّا عن المدينة بالجدار الفاصل والحواجز بعد العام 2000، ومنعهم من الوصول إليها، لتتحوّل طريقهم إلى رام الله*.
تمتاز بلدة القبيبة بموقع استراتيجي هام، لوقوعها على الطريق الرئيسي القديم المؤدّي من السهل الساحلي إلى القدس، على طرف طريق الحجّاج القديم. ويعتقد بوجود أنقاض قلعة رومانيّة في طرف القرية كانت تحمي الطريق القديم*.
والبلدة ذات تاريخ أثري مُهم، يعود على الأقل إلى الفترة الرومانية، وقد دلّت الحفريّات والتنقيبات على ذلك. ولعلّ من أهم ما في البلدة الموقع الأثري الذي يتوسّطها، والذي أقيمت بجانبه كنيسة عمواس -القبيبة، حيث وجدت معاصر الزيتون والقناطر والحجرات والأبنية السكنية، وبقايا الأبنية القديمة، وجزء من الطريق الروماني القديم، بالإضافة إلى المغاور والحجارة المنقوشة*.
قبل 125 عاماً شرع أحمد سمارة ببناء المرحلة الأولى من منزله كجزء من حوش العائلة الذي يشمل منازل مجاورة. وقد كان المالك أحد وجهاء بلدة القبيبة وعمل مزارعاً في فلاحة الأرض وتربية المواشي، بعد وفاتهِ استكمل أحد ابناءُهُ قبل 70 عاماً فقام بإضافة العقود الأرضية.
يعتبر منزل عائلة سمارة "بيت استضافة عمواس" مثالاً بارزاً للعمارة الفلسطينية التراثية وتحوي عناصر حجرية مميزة، ومن ناحية أخرى تعبر عن نفسها كشاهد على الحياة الاجتماعية الفلسطينية المتأثرة بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على الشعب الفلسطيني.
قام اتحاد مسار فلسطين التراثي بموائمة هذا المبنى الرائع في وسط البلدة القديمة لنكتب فصلاً جديداً من حياتهِ، وفي داخل هذه الجدران عاش العديد من أفراد عائلة سمارة، ولهذا هو مبنى مليء بالذكريات والأحداث والحنين إلى الماضي لدى الأجيال الحالية للعائلة والتي قررت مشاركة هذا الماضي معكم من خلال تجربة استضافة عصرية مستوحاة من تراث بلدة القبيبة الغني والمميز.
القبيبة، القدس
وجبات طعام / خدمة الانترنت المجاني.
45 دولار لليلة الواحدة تشمل الفطور والعشاء