سعيد حجة
أبو أيمن، سعيد حجة، في منتصف الخمسينات من عمره، ومن أحد الأدلاء المحليين في "مسار فلسطين التراثي". لقد سار المسار بأكملهِ في الضفة الغربية، ويعتبر مثال يحتذى به للأشخاص الذين يسعون إلى أن يصبحوا أدلاء.
قبل أن يصبح دليل سياحة مجتمعية، كان يعمل أبو أيمن كأمين مكتبة في بلدية عرابة، وكان لديهِ معرفة محدودة عن بلدته. في عام 2013، زار فريق مسار فلسطين التراثي بلدية عرابة سعياً للتعاون معهم فيما يتعلق باستكشاف مسارات جديدة في المنطقة حيث تم تعيين أبو أيمن من قبل البلدية ليكون المنسق والممثل عنها.
"أول جولة لي، لم أكن متأكداً مما إذا كنت أستطيع الوصول إلى النهاية، وكنت أخطط للتسلل من خلال بستان زيتون في منتصف الطريق تقريباً والعودة إلى المنزل." نظرتي لنفسي كانت بأنني رجل مسن وقدراتي على المشي محدودة. ولكني كنت مخطئاً. اكتشفت في نفسي قدرة جديدة على المشي، وتعلمت المزيد عن المسار. في وقت لاحق، تطوعت للانضمام إلى الفريق في نابلس، ومرة أخرى وجدت أن المشي سهل، كما أنني استمتعت بكوني جزءاً من الفريق. واصلت تقديم الدعم وانضممت إلى فريق تعليم المسار فى أريحا. "خلال هذه الرحلة، تعلمت الكثير عن الأديان الأخرى، وجمال المنطقة، وكذلك المواقع الأثرية والدينية التي لم أسمع عنها من قبل. وبالطبع اكتسبت أيضاً الخبرة بالمناظر الطبيعية المتنوعة والحيوانات والنباتات".
بالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها أثناء مهمة الاستكشاف، استفدت من تدريبات مسار فلسطين التراثي التي التحقت بها. تشمل هذه الدورات الإسعافات الأولية، والتدريبات حول كيفية أن تكون مرشداً. كما تم تزويدي بمعدات المشي من مسار فلسطين التراثي “.
“في البداية، لم يرحب مجتمعنا بالأفكار الجديدة التي جلبها المسار – اعتقدوا أنني أضيع وقتي مع الأجانب. ومع ذلك، فقد غيروا رأيهم عندما شاهدوا التأثير الإيجابي على شخصيتي وعائلتي، وكذلك الفرص التي تلقيتها بالإضافة إلى العائد المالي. الآن أنا جزء حيوي من المسار، وأنا دائماً في الميدان أقوم بقيادة محليين وأجانب “.
من خلال عملهِ كدليل على المسار، جمع أبو أيمن العديد من القصص حول التراث الفلسطيني. على هذا النحو، يقوم أيضاً بسرد الروايات والقصص التقليدية الشعبية عن الحياة التي تعلمها من الجيل الأقدم يستهدف فيها المدارس وطلاب الجامعات والنساء والشباب في المجتمع المحلي. على هذا الأساس تعاقد مع وزارة التربية و التعليم فضلاً عن المنظمات غير الحكومية المحلية الأخرى التي أصبحت مصدراً آخر للدخل بالنسبة لهُ.
” قبل تعرفي على المسار، لم يكن بإمكاني تحسين وضعي المالي وتغطية الرسوم الدراسية الجامعية لأبنائي الأربعة في الكلية، أما الآن، أستطيع القول أنني أخيراً وجدت نفسي. فبدون "المسار"، لم يكن بإمكاني الوصول إلى مرحلة أصبح فيها شخصاً مستقراً مالياً يحظى باحترام كبير “.
اختتم أبو أيمن قصته بقوله: "أنا مدخن، ولست شاباً، ولكن على مسار فلسطين التراثي، أشعر بأنني أصغر بـ20 سنة. أصبحت شخص معروف جداً، واكتسبت لقب "ملك السياحة في عرابة". حيث أني واحد من السكان المحليين الأوائل الذين بدأوا العمل كمرشد للمشاة المحليين والدوليين على طول المسار. إن المسار هو واحد من أعظم موارد فلسطين. فهو يفيد الأفراد والمجتمعات، وهو أداة تسلط الضوء على سمعة الفلسطينيين الطيبة”.